
سئل رجل من بني أمية لماذا سقطت دولتكم؟
فقال قربنا الخصم طمعا في وده، وأبعدنا القريب ضامنين ولاءه، فنلنا غدر الأول وخسرنا وفاء الثاني .
رغم دروس التاريخ و العبر إلا أننا لم نستطيع التعلم من التاريخ بل و لا حتى قراءته جيدا، الأمر هنا ينطبق على اغلب مؤسساتنا،
فالذي يمكن ملاحظته أن ذلك الذين يكثرون التشويش و يحاولون عرقلة مسار القافلة يتم دوما محاولة إرضاءهم و تقريبهم و إغراءهم بالمناصب و الهدايا بينما يتم ابعاد الذين يجتهدون و يقدمون الاضافة و يقدمون الافضل لا لشيء سوى أنهم تم وضعهم في الجيب و لا يثيرون المشاكل و الهموم،
و لاحظوا معي حين يخرج الناس ليقطعوا الطرقات محتجين على وضع ما، أو أولئك الذين يقومون ببناء بيوت فوضوية في الأماكن العمرانية كيف يتم تلبية مطالب الفئة الأولى بسرعة و يتم إسكان الفئة الثانية بينما يترك الناس الذين يحترمون القانون و يؤدون الواجب و ينتظرون من السلطات ان تقابلهم بتأدية واجبها اتجاههم للمجهول بل هناك منهم من مات و هو ينتظر،
فالذي فعله بني اومية يحصل اليوم تماما في كل المؤسسات، يتم تقريب والاهتمام بمن يريد لي ذراع الدولة و يتم التخلي عن الذي يمد لها يده مساعدة في الأزمات و صابرا على المحن منتظرا تحقيق الوعود،
و مع تراكم التجارب و طول الانتظار يصبح ذلك الصمت غضب يغلي في الصدور و عند أول هزة يغتنم من دأبوا على الصراخ و تهديد الاستقرار و الدوس على القانون الفرصة و يستعينون حتى بالشيطان كما يستعين البعض اليوم بفرنسا لتحقيق أهدافهم بينما يسحب أصحاب الفئة الأخرى الذين انتظروا و صبروا يدهم و لن يتدخلوا و يبقوا محايدين و في بعض الأحيان يكونون أداة في يد الفئة الأولى للقضاء على كل شيء، و الشيء الغريب في كل هذا اننا لا نقرأ التاريخ و لا نستفيد منه و أكبر المصائب ان من بيدهم مفاتيح الحل يتركون مشاكل الناس الذين يحترمون القانون بلا حل لكنهم يسارعون لاحتواء و إرضاء من يضعون العصا في الدولاب .